الرئيسية » مقالات » مقالاتي

كلام في العلاقات الجنسية الافتراضية.... سحبان السواح
ثم دخل الإنترنت حياتنا فقلبها رأسا على عقب.. وتحول الحب إلى حالة افتراضية. ما لذي حدث ؟ وإلى أين يأخذنا الإنترنت، وإلى أين تسير الحياة الإنسانية؟ هل فقدنا إنسانيتنا، روحنا؟ حتى تصبح محادثة عبر هذا الجهاز هو كل ما لدينا، نترك أعمالنا وحياتنا لنجلس خلفه نحادث سرابا. هل تحولنا إلى أناس بلا حياة، بلا روح، نجلس خلف شاشة الكومبيوتر نحب ونعشق ونمارس الجنس، بشكل افتراضي؟؟؟ أليس في ذلك خيانة للإنسانية. هل صرنا بشرا آليين، يعيشون حياة وهمية، أساسها تلك الشاشة الصغيرة، وكل ما توفره لهم من محادثات مكتوبة أو عبر الصوت، أم مع الصوت والصورة. مجرد التفكير في شخصين لا يعرفان بعضهما بعضا إلا عبر اسم ورمز يتبادلان الحب والقبل والكلام الجنسي المثير والوصول إلى حد ممارسة الجنس يدفعنا للتفكير بأن ما يجري ما هو إلا أننا نتحول إلى بشر آليين لا أرواح فينا. إلى أرقام 010101010101إلى ما لانهاية لقد تحولت حياة الشباب إلى مجرد أزرار تكبس عليها وتدخل منتديات التشات لتبحث، شابا كنت أو فتاة، كهلة أو كهلا، عن متنفس، عن صداقة، عن شريك يشاركك حديثا عاطفيا جنسيا يتجاوز المألوف ويصل حد التطرف الذي يشاهده هؤلاء عبر الجهاز من أفلام جنسية كل شيء فيها مباح حتى ممارسة العلاقة الجنسية مع المحرمات. يمكن أن تكون مثل هذه المحاولات مجدية إذا كان الشاب والفتاة، أو الذكر والأنثى، فمثل هذه المحادثات لا علاقة لها بالعمر، من البلد نفسه لأنها في الغالب تؤدي إلى لقاء حقيقي بينهما يمكن أن تبدأ من خلاله علاقة حب حقيقية، أو حتى علاقة جنسية عابرة، كما يمكن أن يجد بعضهم شريك أو شريكة حياته. ولكن في العموم تكون تلك المحادثات بين شخصين من قارتين مختلفتين أو من دولتين مختلفتين بعيدتين، ويظل الأمر مجرد محادثة نهايتها استخدام الكام وممارسة الجنس من خلاله. دون أن تلمسه، دون أن يلمسها، دون قبلة منه دون مداعبة منها يتم الأمر ويبلغان الذروة كما لو أنهما في سرير واحد يمارسان الجنس بشكل حقيقي. لا أنكر أنها قد تبدو تجربة مثيرة عند البعض لمرة واحدة، أو لمرات في أوقات متباعدة لتزجية الوقت والهروب من الملل. خصوصا بالنسبة للفتيات اللواتي يحظر عليهن أهلهن الاختلاط بالشباب فبالنسبة لهن هذه طريقة يتخلصن بها من الكبت الذي يعشنه. لم يبق أمام مطوري البرامج الرقمية إلا أن يبدؤوا بالبحث عن طريقة تحول الإنسان إلى معادلة رقمية يكتبها الذي يريد على الجهاز فيتحول إلى كائن رقمي يلتقي بكائنته الرقمية، ويتحدثان ويفعلان ما يريدان داخل عالم افتراضي يشعرهما بأنه حقيقة. وكثيرة هي الأفكار التي صنعت حول مثل هذه الفكرة. وأيضا من الممكن وفي حال تطور الأمر بينهما وأرادا إنجاب الأطفال صنع معادلة رقمية تتضمن سائله المنوي فيرسلها إلى فتاته في الطرف الآخر من العالم فتضعها في رحمها فتحمل وتنجب في سبعة أيام فما عاد للقانون البشري مكان هنا، وما عاد من داع للأشهر التسعة. أعتقد أننا نعود إلى أصولنا، إلى فكرة قديمة تقول بأن عالمنا هذا بالأساس عالم افتراضي صنعه أقوام قبلنا عبر أجهزة متطورة آلاف المرات عن الأجهزة التي بين أيدينا، وهؤلاء وعبر أجهزتهم المتطورة يحركون حياتنا، بدءا من الولادة وصولا إلى الموت، وباعتبار أنهم يلعبون كما يلعب أطفالنا ومراهقونا بالبلي ستيشن، فالحوادث الطارئة من موت مفاجئ غير متوقع إلى سقوط طائرة إلى غرق قارب هي من صنع هؤلاء الأطفال الذين يلعبون بحياتنا. فكرة قد تبدو جنونية، ولكنها لا شك محتملة. وفي حال صحت تلك النظرية فنحن في طريقنا الآن ليكون لكل منا جهازه المتطور حيث يتحكم بمجموعة من الأشخاص الذي به يحيي من يريد ويميت من يريد. ونبدأ جيلا جديدا وربما يكون متطورا أكثر لحياة بشر افتراضيين.
 
المصدر : موقع ألف
الفئة: مقالاتي | أضاف: negative9558 (10-07-09) | الكاتب: مجد يونس احمد E
مشاهده: 570 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]