الرئيسية » مقالات » مقالاتي |
قصة قصيرة - غياب متدل كأرجوحة ... مصعب فريد حسن
والتي تشكل مع الكراسي الأربعة حولها أثاث الغرفة كله ،نأخذ أماكننا حولها بدقة, واحد على كل كرسي , والخامس يعتلي الطاولة , ويجلس في الأرجوحة المتدلية من السقف فيتدلى معها ورأسه إلى الأسفل مواز لوسط الطاولة ، طقس اعتدنا عليه منذ فترة طويلة في هذه الغرفة الباردة الرطبة , كان رجل السقف يبتدئ الغياب , يمطرنا بالأفكار , رجل اليمين يمطرنا بالنيكوتين , رجل اليسار بالكحول ,الرجل المواجه لي يمطرنا بالطعام , وأنا كنت وحدي أستهلك كل تلك المتاهات .
* * * كنت قد تعبت.
* * * هذا اليوم , دلفنا بسرعة إلى البيت , الضوء الخافت وهمهماتنا , اعتليت الأرجوحة , وأخذت مكان (رجل الأرجوحة) ,الذي تبلبل وتململ , جلس مكاني يمضغ رغوة حيرته , وأخذ البقية أماكنهم , وبدأت أمطرهم بالأفكار , لم تكن الأفكار مرتبة ولا منتظمة , بل حتى لم أكن أعرف ما هي, غير أنهم كانوا ينشغلون بها ويشبعونها بحثا وتمحيصا وتدويرا , نتعب نرتدي أنفسنا وسنخرج كائنا واحدا بعد قليل , ولا بد أن نكون قد لفتنا انتباه أحد ما ,- ترتيب الأوجاع يغري باختلاس النظر- ولعله الآن يختلسنا من وراء إحدى النوافذ ,أو من وراء إحدى المجرات, ولابد أنه سيدهش أين تذهب بقية كائناتي, كان كلام كثير لمكان ضيق , وكنا كثرة لجسد..., أطوي الرطوبة والغبار والضوء الخافت, أطوي الهمهمات , أطوي النظرات التي تختلسني الآن ,أطوي الوجوه الرمادية , أطوي الأرجوحة لآخر مرة, أَخرجُ .. أضيع في زحمة اختلاس النظر. | |
مشاهده: 548 | |
مجموع التعليقات: 0 | |