الرئيسية » مقالات » مقالاتي

يتحركون كثيراً تحت الفراش.... نهيل عبد الله
يتحركون كثيراً تحت الفراش
 نهيل عبد الله
 
 إلى بيسان ..
إلى ف . ن ..
إلى حكايات جدتي ..

أرغب أن "أكون نفسي"
لا أرتدي حذاء ملوناً وواسعاً ولا تنورة بيضاء طويلة وفضفاضة. لا أتحدث كثيراً عن ما هو ضروري دون أن أفعله.
لا أفكر في الرجال الذين قالت عنهم جدتي إنهم أحفاد الشياطين، يقبضون على أعضائهم قبل أن يقرعوا جرس البيت.

تقول جدتي: إنهم يتحركون كثيراً تحت الفراش وهم يدَّعون النوم العميق من أجل الاستيقاظ باكراً لصلاة الفجر. قالت عنهم الكثير ونبهتني أن لا أفتح بابا لرجلٍ، ولا أحاول إيقاظه من نومه لو شعرت به يتحرك مرعوبا تحت لحافه وكأنه يحلم أن كلباً ضالاً يطارده ...
قالت بصوت جاد: لا تتعاطفي معهم آبداً... ولا تظني أن الصوت الذي تسمعينه أنين يسألك النجدة، إنها الكلاب، إن ما تسمعينه هو نباحهم.
بقيت أنا نفسي حتى توفت جدتي. حدث شيء جعلني أفكر جديا. شيء أجهله، لكنه لا يبعد كثيرا عن تنورتي؛ ربما قصرت شبراً أو ضاقت أو ربما بعيدا عن كل هذا؟ هل فتحت بابا لرجل ونظرت إلى ماتقبضه يداه؟ لا أفهم! لمَ أفكر بهذا الآن؟
حين أفكر ببعض الأشياء أعدل عن نفسي ...
لا أعرف كيف يتحول الناس عن أنفسهم لكني أعرف بأني كنت نفسي قبل أن أحلل كلام جدتي و أبدأ بالكتابة.
كنت أفكر بالأشياء التي اكتشفتها بي أمي وعودتني على لمسها ثم التمكن منها، ألبس الحمالات الصدرية ذات الألوان الزاهية المصنوعة من الأقمشة القطنية، تلك الحمالات الصادقة التي كانت تحمل نهدي بحجميهما الحقيقي.. صحيح أنها كانت تشعرني ببعض الحرج حين كانت تبرز حلمتي صدري وتثير الشبهة حولي - في فصل الشتاء كثيرا - لكنها ماكانت كاذبة كالتي أستخدمها اليوم، تلك المحشوة بإسفنجٍ من شهوة مكبوته وكأنها تنادي أحداً لكن بالإشارة..
هل كانت تسمع جرس الباب
صدقاً لا أعلم ..
هل كانت تراقب رجلاً نائماً وتتخيل ما كانت ترمي إليه جدتي لكنها عجزت عن قوله . لا أعرف!
قد أكون نفسي لو تخلصت من الصدريات الإسفنجية، و مسدت شعري إلى الوراء، وقصصت غرة قصيرة وضيقت على مخيلتي بنسيان حكايات جدتي وبدأت أفكر في غير الكتابة ..
تعرف يا أنت ؟ كنت أفكر فيما ذكرته - سابقا - وأنا أستحم بعد تلك المرة الأخيرة التي لعنتني بها ... هل تذكرها؟
حينها لا أعرف ما الذي أخرسني ..
يأس شكل الماء وهو ينساب على جسد ملعون .. كأنه صوت جدتي قد أتى من تلك السنوات البعيدة.
افعلها مجدداً. العني مرة أخرى. ستكون الثانية والأخيرة صدقني.
أحتاجها فقط لأخرج من تحت الماء وأعود إلى نفسي ..
هل تفعلها؟
*****************
كاتبة من السعودية
 
المصدر : موقع أوكسجين  
الفئة: مقالاتي | أضاف: negative9558 (10-08-16) | الكاتب: negative9558 E
مشاهده: 979 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]