الرئيسية » مقالات » مقالاتي

صدأ الرؤية ... الفنان التشكيلي محمد بدر حمدان

أمسك وجهي الهارب من وجهي الغائب وأضيع إلى أبعد مسافات الجرح ، وأكون عاريا بيني وبيني ، أفصح في معنى تلاوة الحقيقة البصرية ،ثم أسقط مثل الصدى أتردد بين حنيني وبين مساءات ترسم إيقاع الزمن فوق مساحات جسدي الذابل في مستنقع إرهاصات الوقت . عار مثل صراخ ينبت فوق شفاه شققها صدأ الصمت. إني أتصدع ،يغمرني وجع العشق العابث بي . انهار ركاما علينا يدفئني ماء حطامي ،وأقول بأني ورقة توت شاخت ثم تهاوت ترقص هائمة في باب الريح ، وكما أني متناه في لجة قولي ، تصفعني أوراق الكلمات الملفوحة بالغيم الصيفي. أهمس في أغوار فضائي بعضا من أحرف ليل مصمت : " وهم أنت " وكما تنهدم الأبنية الرملية سوف تتهدم . وسيبقى خبزك لا يعرف طعم الملح . مديد البؤس ستبقى ،لياليك مسافات عذاب ، وهموم تحتشد على إشراقات الفجر. في تلك اللحظات ولا زلت، يحزنني خيط النظر المسموم بأنواع التفكير المسبق. أنظر في وجهي الملقى بين أصابع كفي العشرة ، ثم أنوح على سلسال الأقوال وأهاتف أرصفة تلقيني صوب دروب جوفاء. تهوي ورقة أحلامي من أعلى قمة أملي ، تمضي متكسرة فوق جروف حوار أرعن . أعيد الوهم إلى الوهم . يصيح نهار يتأبط شمسا تمحو ألوانا ثرثرها فنان أبهمه التكرار وصار من غير ملامح . وحين أحبك لا بد وأني أحببتك أبعد من أغنية وقصيدة ، أبعد فضاء ، وأيمم وجهي ماء المستقبل ، وهناك نؤلف أغنية أخرى ونصف حروف نشيد يعلن أرصفة بلاد تنتظر أن نفرش ألوان الحلم عليها ، وكما تفعل فراشة ربيع ماطر ، ترقص سبعة أيام لتموت . الخط جرح على مسافة الأبيض ، جرح يخدش حياء الذاكرة المتورمة بوهم الرغبات الآنية . الخط صانع أحلام ماكر وبه يذهب وجه المشهد إلى أوسع فضاءاته وأكثرها عمقا . لم أعد أرى ، قلت أراك بأصابعي ، لم أعد أرى ، قلت أراك بخط أرسمه قرب شفاه نقاء الثلج وأعود إلى تعبي ، أنظر من زاوية تختلف ، ثم أدون في باب الرؤية صرخة موت عابر : حين أنظر إلى الشكل من زاوية نظر واحدة فقط تصبح نظراتي متشابهة ويتراكم فوق جماله الدائم صدأ فكري، أريد أن أسميه التكرار القاتل لمعنى المحبة.

الفئة: مقالاتي | أضاف: negative9558 (10-07-12) | الكاتب: محمد بدر حمدان E W
مشاهده: 522 | الترتيب: 3.0/1
مجموع التعليقات: 0
الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]