الرئيسية » مقالات » مقالاتي

تجربتي في المسرح ... بقلم الفنانة جيانا عيد
التي اخترتها لأعرض عليها معاناتنا كبشر، وأسعى بمشاركتهم الفرجة والحوار وإعمال العقل في أسباب هذه الآلام ونتائجها، علنا نجد معاً وسوية السبل بسلام، ونعمل بجدٍ لتغيير الواقع المليء بالمعاناة، آملين نحن البشر التطهر والخلاص. في البدء كان مكان العرض من عتيَّ الحجر، وكان الصوت يلاقي رجع الصدى، فبحث المبدع عن خامةٍ أكثر دفئاً تمتص حبات عرقه وتشاركه أنين روحه المتعبة فتختزن إيقاعاتها، وتتلقفه بحنوّ، أو تراكم قطراته المنصبّة وجعاً لتصبح غوراً رقراقاً يعمّد فيه طالباً النجاة، ويتطهر ويخلص من تلك الآلام فكانت الخشبة. خشبة العرض التي كلما عتقت بعبير صاعديها حنت واحتوت قاصديها. أرقني العنوان (تجربتي في المسرح) وهل للتجربة خلاصة إلا بعد الموت!! هل للصراع هدأة!! وكيف من بعد يكون صراعاً مع الذات والآخر والوجود وهو الأساس على خشبة المسرح، نعم هناك ذرىً نحسبها تقود إلى نهايات، فنكتشف أنها البداية ومازال أمامنا الكثير من الأرق والجهد والمعاناة والبحث. الاختلاف في الرؤى، وفي اصطفاء اللحظة الإنسانية والإبداعية، والنوع والمقولة، واللغة هي حقيقة على المسرح، تؤكد محتواها تارة، وتعجز عنه تارة أخرى صراع دائم، أكون أحياناً وأخرى لا أكون، ولكن تلك ماهية المسرح، يغلفه الصدق في الأداء، والإيمان بما نقول ونفعل ونريد أن نوصل من قيمة ورسالة,والامتثال للحقيقة بعينها وحدها وإلى الارتقاء والتغيير والخلاص، حيث لا رياء ولا كذب ولا الم أو معاناة. إنسانية جميلة تتبارى فيها الأرواح المبدعة لتصنع علماً من الجمال والخلاص من على خشبة المسرح وتكون التجربة فيما بعد، فتعالوا معنا أيها المتألمون المبدعون لنصنع التجربة تجربتنا ولنحمل معاً خشبة خلاصنا.
 
المصدر مجلة كوميضة
الفئة: مقالاتي | أضاف: negative9558 (10-07-11) | الكاتب: مجد يونس أحمد E
مشاهده: 563 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]