[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتدى » مسرحيون بلا حدود » مهرجانات مسرحية » مهرجان الشباب المسرحي الخامس - حلب (ملف المهرجان)
مهرجان الشباب المسرحي الخامس - حلب
negative9558 التاريخ: الجمعة, 10-07-16, 4:21 PM | رسالة # 1
رقيب
مجموعة: المدراء
رسائل: 21
 
سمعة: 0 ±
حالة: Offline
العرس الوحشي ...
إيقاع مبهم وشخصيات غائمة

ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الشباب للفنون المسرحية احتضنت خشبة مسرح دار الكتب الوطنية في ثاني أيام
المهرجان العرض المسرحي (العرس الوحشي) لفرقة نقابة الفنانين في اللاذقية، والذي حمل توقيع (هاشم غزال ) مخرجاً و (فلاح شاكر ) مؤلفاً .
يستمدُّ العرض حكايته الأساسية من الظروف والملابسات التي رافقت دخول الغزو الأميركي إلى العراق، وما خلَّفه ذلك الغزو من أضرار اجتماعية بالغة في اتمع العراقي، ليستنهض تلك الظروف من خلال حادثة مفترضة تتعلق باغتصاب امرأة عراقية من قبل مجموعة من ضبَّاط البحرية الأميركية، ومن ثم إنجابها لطفل مجهول النسب على الرغم من محاولاتها المتكررة للتخلص منه، بينما آثرت إبعاده عن عيونها وعن المجتمع المحيط أثناء طفولته، فهوشاهد حي على ذُلِّها وهوانها، وهو بعيد عن قلبها طالما أنه ظلٌّ حقيقيٌّ لمغتصبيها، ليبدأ العرض بموقف درامي محتدم يواجه فيه الابن الذي غدا شاباً والدته بقسوتها عليه وحاجته إلى عطفها، بينما تسعى الأم للحصول على المال الذي أخذه ابنها بعد قتله لزوجها العراقي الذي يعمل مترجماً .
إذاً يستمد العرض بنيته الدرامية عبر عملية السرد الإرجاعية التي تمارسها شخصيتا العرض في هذا الموقف الدرامي، والذي ترمي فيه كل منهما دخيلتها أمام الأخرى، لتقدم لنا الأحداث كاملة منذ لحظة اغتصاب الأم، ومن ثم الإنجاب، مروراً بطفولة الابن التي قضاها محتجزاً ومعزولاً فيما يشبه الحظيرة، ومن ثم محاولته التل ّ صص على زوج والدته ظناً منه أنه والده، وأخيراً قتله له، لكن العملية السابقة والتي يمكن تصنيفها ضمن خطاب العرض، قد نالها اللبس وعدم الوضوح، إذ إننا لم نعرف كيفية معرفة الابن لحقيقة أنه ثمرة اغتصاب مدنس، وكيفية معرفته أن زوج أمه ليس والده، ولم نعرف تاريخ حصوله على تلك الحقائق، والتي تُشكِّل حلقة أساسية ضمن محرِّك الموقف الدرامي الذي تسيطر عليه حالتا البوح والمواجهة بين الأم والابن.
ولعل المشكلة السابقة على مستوى الخطاب إنما تُشكِّل الوجه الآخر لبنية الشخصيات المرتبكة، إذ إنَّ علاقة الشخصيات ودوافعها تبدو غير واضحة وغيرمبرَّرة، فالابن وبعد قضائه لطفولة معذَّبة وشاذة واستثنائية، يبدو بحثه عن الحنان والعطف نوعاً آخر من الشذوذ ضمن مبدأ الأسباب والنتائج، حيث تبدوعملية إلحاحه على والدته بحثاً عن حنانها صورة مجردة وبليدة لعملية إلحاح، بينما لو رأيناه يمارسها أثناء طفولته لكانت مبررة، بمعن ً ى آخر تبدو مطالبه متأخرة ضمن تاريخ الحكاية، ومعلَّقة بنقطة زمنية بعيدة يَفترِض وجودُها بحدِّ ذاته مزيداً من المضاعفات النفسية على مستوى الشخصية، والتي يترتَّب عليها سلوك مختلف، فبعد سنوات طويلة من العزل والسجن كان من المفترض، إما نشوء أزمات نفسية حادة، أو على الأقل حالة من الكراهية والمقاطعة للأم، لكن ذلك لم يحدث في الماضي،وما زال الطفل طفلاً حتى على المستوى الدرامي،بل أكثر من ذلك تبدو شخصية الابن التي يفترض العرض أنها مأزومة غاية في العقلانية، إذ إننا نرى الابن يلعب دور عابر سبيل مع الأم، حتى تخرج من حالة كرهها له، ليتحوَّل بذلك إلى معالج نفسي، بهذا المعنى تبدو الشخصيات ملتبسة ومبهمة مع غياب جملة المقارنة الزمنية التي تقيس تطورات الشخصيات، وتحوُّلاتها عبر تاريخ حكاياتها.
من جهة ثانية تبدو بعض الميول الجوهرية للشخصيات غير مبرَّرة، من ذلك ميل الأم إلى المال، وهذه الصفة قد شكَّلت المبرر الأساسي الذي بنى عليه العرض موقفه الدرامي الأساسي، فالمواجهة بين الابن والأم محكومة ومنذ لحظتها الأولى برغبتين أساسيتين وجوهريتين، تسعى الشخصيتان إلى تحقيقهما، وهما حصول الابن على تعاطف الأم معه، وحصول الأم على المال الذي سرقه الابن من زوجها الذي قتله، تلك الغايتان اللتان يكرسهما العرض كمبرر لهذه المواجهة بين شخصيتيه.
أيضاً نلاحظ أن النهاية جاءت مقحمة وغير مبررة درامياً، فسقوط الأم في الماء وغرقها يبدو بعيداً عن مجرى الأحداث، وعن المبررات المنطقية لنوعية هذا الموت، فالأم ابنة بيئة مائية ومع ذلك فإنها تموت غرقاً عند أطراف القارب المهجور الذي سقطت منه، بينما يأتي موتها وكأنه نتيجة ليد خارجية امتدَّت إلى الأحداث وأرادت تغييب الأم، والأمر السابق يبدو معطوفاً على جملة الأحداث غير المبررة والتي تحدَّثنا عنها سابقاً، فإن كانت إرادة ارج قد برَّرت تلك الأحداث عبر ربطها دلالياً بمنظومة مرجعيات، فإن ذلك لا يكفي لقبول تقطُّع جسد العرض الدرامي.

مصطفى سليمان

بطاقة تعريف:
نص: فلاح شاكر.
إخراج: هاشم غزال.
تمثيل: رغداء جديد، مصطفى جانودي.
مخرج مساعد: سوسن عطاف.
إضاءة: عماد خدام.
صوت: قيس زريقة.
إدارة منصة: ابراهيم سعيد.

المصدر جريدة شرفات العدد 77

تثبيت: 1722835.jpg (9.9 Kb)
 
منتدى » مسرحيون بلا حدود » مهرجانات مسرحية » مهرجان الشباب المسرحي الخامس - حلب (ملف المهرجان)
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث: