[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتدى » مسرحيون بلا حدود » نصوص مسرحية » هيي هيك (نص مسرحي)
هيي هيك
negative9558 التاريخ: الخميس, 10-07-15, 10:19 AM | رسالة # 1
رقيب
مجموعة: المدراء
رسائل: 21
 
سمعة: 0 ±
حالة: Offline
الجزء الثامن
الممثل ( 2 ) كذبة كبيرة .. كل المخاوف تزول بسرعة , فقط واجهوا أنفسكم بحقيقتها .. ( تدخل المرأة العجوز وهي تضحك ضحكة قوية , تسير دون أن تتوقف , ينظرون إليها ويحاولون الهجوم عليها , لكنهم لا يستطيعون التحرك , وكأنها جمدتهم في مكانهم ... وقبل أن تخرج من المنصة , تشير بحركة من يدها , فتنطفئ الإضاءة .. صمت قصير , نسمع من خلاله همهمات , ومن ثم حركة أرجل تسير بسرعة , وتهدأ , وأصوات , فنباح كلاب حاد .. )
الممثل ( 4 ) هذا مثير للأعصاب ... الكلااااب ..
الممثل ( 1 ) هدئ من روعك يا مولاي ..
الممثل ( 4 ) يجعلون الكلاب تتآمر لأن الرجال لا يجرؤون على ذلك , يا إلهي , رأسي معبأ بالكلاب , إنها تنهشني .. ( يجسد عملية النهش , يسقط على الأرض ويتحول الى هيئة كلب , ويبدأ يتشمم في أرجاء الخشبة ) رائحة الموت تملأ المكان ... الموت يدنس قصري , آه , أُحس روحي تتجمد , أنا حزين ( يجلس كالكلب يقترب منه الممثل ( 1 ) ويمسح عليه , ينظر إليه الممثل ( 4 ) ) الملك تغمره الكآبة .. ( الممثل ( 1 ) يتحول الى مهرج , وكأنها مهنته )
الممثل ( 1 ) مسكين هو الملك ..
الممثل ( 4 ) ليس مسكيناً ككلب ؟!!! ( يرفسه ) .
الممثل ( 1 ) عفواً يا مولاي , لم أكن أقصد ..
الممثل ( 4 ) هيا .. أنا حزين .. ( وكأنه يطلب منه أن يقوم بشيء ما ) ..
الممثل ( 1 ) أرجوك يا مولاي دعني أذهب الى النوم ..
الممثل ( 4 ) أينبغي أن يبقى الملك وحيداً ؟!!
الممثل ( 1 ) أيُ ملك أنت ( بخبث) قلت لك إنني منهك .. ( يغضب الملك , فيبتسم متراجعاً ) النوم هجرني وانطفأ فكري , والوقت يمر وسط هلوسة جليدية , الرحمة يا مولاي , فأنا الآن أشعر بالنعاس ..
الممثل ( 4 ) لا , النوم ممنوع , الى أن ينصرف الموت من هنا ..
الممثل ( 1 ) تريد أن تضحك بينما الموت يتربص بنا ؟؟!!
الممثل ( 4 ) الملك يريد أن يضحك , بينما انت ترغب في النوم , هيا , ينبغي أن أضحك .. العمى .. ماذا يبقى لي إذا صار مهرجي حزيناً واجتاحه النعاس .. هيا فلنبدأ ..
الممثل ( 1 ) ( وكأنه سيقوم بأمر ما ) .. أمتأكد ؟!
الممثل ( 4 ) ( يصرخ وكأنه فقد صبره ) هيا .. ( يفكر الممثل ( 1 ) قليلاً ومن ثم يبدأ يحوك مؤامرة ما , الجميع هنا يراقبون , ومن ثم يتدخلون في المشهد حين يطلب منهم الممثل ( 1 ) ذلك , وكأنهم اعتادوا على ما سيقومون به ) .
الممثل ( 1 ) سنبدأ الآن بلعبة جميلة ( سيتم تجسيد المشهد من قبل الجميع , بإشارة من الممثل ( 1 ) , يبدأ بسرد حكاية ) يقومون في ديرتي باختيار شخص ما فيجهزونه بالبهارج ويضعون على رأسه تاجاً وفي يده صولجاناً , ويصنعون منه ملكاً , يحتفون به ويقودونه الى عرشه الموهوم , يقدمون له فروض الطاعة والتكريم , وهو يشرب , ويشرب حتى يبدو منتفخاً , ويمتلئ زهواً ثم , ينتزعون من يده الصولجان , ليعيدوه رجلاً كما كان , هكذا على نحو ما فعلت ( يتوقف وينظر إليه ) هل فهمت الآن , يتقابلان , أنت الآن لم تعد إلا رجلاً ... وكم أنت قبيح .. ( يقبض بيديه على عنقه محاولاً خنقه ) منذ زمن وأنا أنتظر هذه اللحظة , فهل ستعجبك ؟ هيا . اضحك .. اضحك !!( يضغط على عنقه , يحاول الممثل ( 4 ) التخلص من بين يديه , وأخيراً ينجح , يتجمد المشهد لبرهة , بعد أن يتخلص الممثل ( 4 ) من قبضة الممثل ( 1 ) يطلق ضحكة مدوية تتطور لتصبح عواءً )
الممثل ( 4 ) ( آثار الدهشة بادية على وجهه ) كم كانت ملهاتك ملتبسة , وأنا لا أحب الالتباس , لم أكن في غاية الارتياح , يا رجل كنت ستقتلني ! لكنك أدهشتني , هيا فلنتابع التمثيل , أكمل .. والآن ما دمنا قد غدونا رجلين , أنا ملك , وأنت مسخ .. فلنتابع .. إنها فكرة جنونية هيا .. ( يلتقط ( الممثل ( 1 ) التاج والصولجان , ويصبح ملكاً , ينظر إليه الممثل ( 4 ) ويقول ).. يا له من ملك , ملك على المعدومين حرقاً , هيا الى عرشك أيها الملك ..
الممثل ( 1 ) يا صاحب الجلالة !!
الممثل ( 4 ) هيا فلنكمل .. ( يأخذ الممثل ( 1 ) شخصية ملك , ويعطي الأوامر ) .
الممثل ( 1 ) هيا أيها المهرج , هات ماعندك .. ( يتقمص الممثل ( 4 ) شخصية مهرج , ويبدأ بمنولوج يبدو أنه يمور بداخله ويريد التخلص منه ) ..
الممثل ( 4 ) أنا يا مولاي من طبيعة منافقة وغادرة ومموهة , وأشابه النساء من تلك الناحية , أما الملكة , فقد تمكنت بطرفة عين أن تكشف عجزي لتخصني بالازدراء المطلق , لقد أصدرت الملكة حكمها علي جسداً وروحاً , ورأت أنني مهرج رغم ثيابي الفاخرة , وحين تصرفت كملك لم تنخدع , صدقني لقد بذلت قصارى جهدي لاستمالتها , فأديت لها أجمل الحركات , والرقصات ( يبدأ بالرقص العبثي وهو يتابع منولوجه ) إن المهرج يرقص , أنا أرقص , أنا أرقص ( ينفعل , بشكل جاد وحقيقي ) أنا أرقص للموت , أرقص لانعتاقي , أرقص للمواكب الجنائزية ولسقوط تلك الدمية المصنوعة من الشمع في هوّة العدم , أنا أرقص كأرمل ( يبقى يرقص حتى ينهار بشكل كامل ) ستموت , ستموت ...
الممثل ( 1 ) يا زنديق تلك التي تشرف على الموت , حسناء طاهرة , وهي مشرفة على الموت بسبب صمت هذا القصر وظلماته , فجدرانه لها عيون , وقاعات الاحتفال تعج بالفخاخ وأدوات التعذيب , إنها تموت بسبب العيش وسط كائنات مشؤومة في مملكة تقطر دماً ويسودها الجواسيس ورجال التفتيش وها هو الموت قادم .. الموت قادم .. قادم الى هذه الأمكنة التي يحوم حولها ويتقاسمها مع الجنون ..
الممثل ( 4 ) آه يا صاحب الجلالة , تتحدث بحرية مطلقة , وليس من يقدر على عرض كلام بهذه الصراحة إلا الملك , لئلا تأتي كمّامة سميكة وتسد له فمه ..
الممثل 0 1 ) اصمت أيها المهرج , فأنا أعرف ألاعيبك الدنيئة , ما أنت إلا وصمة عار ومهووس بالقذارة ..
الممثل ( 4 ) لا تثقل علي , ماذا أفعل ؟ وكيف أفهم ؟ وأنا أعيش بمعزل عن الإنسانية ؟ لا أدري ما حقيقة الحب لدى الآخرين , وما المهم؟
الممثل ( 1 ) حكاية حب غريبة , ولكن ما الفائدة ؟ الملكة مشرفة على الموت حباً , تموت بسبب هذا الحب الفظيع الذي يعجز الفهم دونه .. ( فجأة , وكأن الممثل ( 4 ) فقد أعصابه , فيصرخ )
الممثل ( 4 ) فلنتوقف , ولنعد إلى شخصياتنا الحقيقية ( يضحك الممثل ( 1 ) بشكل هستيري , ويتجه صوب الممثل ( 4 ) ويضع قدمه على عنقه وينظر إليه , يتجمد المشهد لبرهة .. وما زال الممثل ( 1 ) يضغط على عنق الممثل ( 4 ) ..نسمع في هذه الأثناء صوت منشار لقطع الأشجار ومن ثم صوت سقوط الأشجار , يتكرر هذا الصوت , ومن ثم صوت فأس تحاول قطع الأخشاب الى قطع صغيرة .. يبقى المشهد متجمد للحظة , ومن ثم نجد الممثلة ( 2 ) وقد انكمشت على نفسها وانزوت وهي ترتجف من البرد , ينتبه الجميع إليها .. يسرع الممثل ( 1 ) إليها ..
الممثل ( 1 ) شو فيه؟ , انزعجت من شي ؟
الممثلة ( 2 ) ( تنظر إليه بعينين حزينتين .. دون أن تجيبه .. )
 
negative9558 التاريخ: الخميس, 10-07-15, 10:20 AM | رسالة # 2
رقيب
مجموعة: المدراء
رسائل: 21
 
سمعة: 0 ±
حالة: Offline
الجزء التاسع

الممثل ( 2 ) احكي شو فيه ؟ نحنا ملاحظين عليكي أنو بس نوصل لهون بتصيبك هي الحالة ..
الممثلة ( 2 ) ( وهي تمسح دموعها ) خلص ما في شي .. يا الله خلونا نكمل .. ( يعودون الى التمثيل من جديد , فنراها تنزوي قليلاً لتصبح خارج إضاءة المشهد , مازال الممثل ( 1 ) ينظر إليها ويراقبها .. بحزن شديد , ولكن هذه الحالة هي المدخل للمشهد التمثيلي الذي سيقومون بأدائه .. )
الممثل ( 1 ) كانت تأتي كل يوم .. لم تتأخر يوماً .. وفجأة اختفت , لماذا ؟ وأين ؟ لا أعرف ؟ لقد تعلقت بها كثيراً , ( يرفع من شدة صوته ) من اختطفك ؟ ولماذا ؟ لقد عدت وحيداً كئيباً منبوذاً ...... ( يبدأ بترديد كلام كان قد اعتاد أن يناجيها من خلاله ) .. أيتها النرجسة المتوهجة , لعينيك .. لشفتيك ...لروحك .. لقلبك .. اخترع الله ممالك العشق , وهاأنذا أقضي العمر ابني قلاعاً للحب , وها أنت ببهائك تستولين على عروشي , فأستسلم راضياً لسحر عينيك , لأبقى أردد .. أنثري شعرك وارتدي حلّة من الجنون , كي يهطل الفجر بألق تجهش به العين ؛ فيملأ وجهك الملتحف بالنرجس ويعربد الشعر في جسدك قصيدة تشعل حرائق الجنون في عينيك ..
الممثل ( 3 ) ها أنت تعود الى حلقتك المفرغة , وتبقى تدور وتدور .. ها أنت تعود دائماً الى أحلامك وجنونك .. وكأنك لا تجد ما تعلق عليه آلامك غير القدر .. !!!
الممثل ( 2 ) عبثاً تحاول ان تجعل لأحلامك جدراناً , عبثاً ترتجل زمنك .. لا فائدة .. ( تدخل الممثلة ( 2 ) وكأنها لا تراهم .. ينزوي الممثل ( 2 + 3 ) الى مكان خارج البقعة الضوئية ليبقى الممثل ( 1 ) وحيداً , تشاهده الممثلة ( 2 ) فتسير وهي تحدثُ نفسها باتجاهه ) ..
الممثلة ( 2 ) كنت أعلم أنك هنا , عبثاً تحاول أن تقحمني في دائرة تحدٍ لا أقوى على دخولها , ولكنني هذه المرة سأقبل التحدي .. ( تكون قد وصلت إلى جانبه ) منذ متى وأنت هنا .. ؟ ( ينظر إليها )
الممثل ( 1 ) لست أدري ..
الممثلة ( 2 ) كيف وصلت الى هنا ؟
الممثل ( 1 ) لا أذكر , كل ما أذكره أني كنت أنتظرك , ولكنك لم تأتِ ..
الممثلة ( 2 ) وهاأنا هنا ..
الممثل ( 1 ) وما الفائدة , قد أضعت كل شيء , أرجوك ابتعدي عني , دعيني وشأني , اتركيني أركب صهوة النسيان ..
الممثلة ( 2 ) ( تردد كلمات كان يرددها قبل دخولها ) انثري شعرك وارتدي حلّة الجنون .. ( تنظر إليه ) .. لا استطيع .. تفيض الأماكن برائحتك التي ما زالت تزكم أنفي .. لن أرحل عن مكان أنت فيه , أحبك ,أحبك بكل حرائق جنوني .. حبيبي , لماذا استحال بهاؤك أمنية تجرف ما بيني وبينك , وأنا أدفع بأوان الزوال أرض الخوف التي تطوقها فوهات الموت , .. كل يوم في مرايا الصباحات أرسم وجهك , وأسكر فوق الشرفة انتظر عودتك , وها انت الآن تأتي موعدنا لتسقي الزهر بعفونة أرض غصت بالألم , حبيبي انظر إلي , يا الهي.. وجهك يرتدي شحوبه , تعال إلي حبيبي , كأنك لم تعد ترغب بقطف ثمار الأبدية معي .. لماذا أغمدت خنجرك في خاصرة حبنا , لماذا ؟ لماذا شرّعت للريح أن تمزق ثوبي الذي يختال بحرية فوق جسدي المشتعل لهفة ليديك , لماذا سمحت للموت أن يلبسنا أن يرتدينا .. لماذا ..
الممثل ( 1 ) تعبت .. لقد عشت طويلاً في هذا العالم , لدرجة انني نسيت اسمي , وكأنني مصاب بقصور الذاكرة ( ينظر إليها ) وكأنني قد رأيتك منذ حوالي خمسين سنة ..
الممثلة ( 2 ) ولكن عمري لم يتجاوز ( 22 ) سنة ..
الممثل ( 1) صحيح , لكنه عمرك الآن , أقصد اننا تقابلنا في الحياة الماضية ..
الممثلة ( 2 ) وكيف ذلك ؟ ( يأخذها من يدها ويقفان في منتصف المسرح )
الممثل ( 1 ) أغمضي عينيك , وحاولي ألا تسمعي سوى كلماتي , ونفذي ما أقوله لك , أرجوك أن تحاولي .. ( تغمض الممثلة عينيها وتبدأ بتنفيذ ما يطلب منها الممثل ( 1 ) نرى باقي الممثلين وقد وقفوا على حدود الدائرة التي رسمتها البقعة الضوئية التي يقف فيها كل من الممثلين , يقسمهم شعاع الإضاءة الى نصفين , وقد أغمضوا عيونهم , سيقومون بتنفيذ ما يسمعونه من كلام الممثل ( 1 ) .. سنحاول وبكل روعة , وهدوء استحضار حياتك السابقة .. أنت الآن في العشرين , أتذكرين ؟ كنت يانعة .. ( صمت قصير ) أنت الآن في العاشرة .. أنت الآن في الخامسة , انتبهي نحن نقترب من اللحظة الحاسمة , أنت الآن في الرابعة , في الثالثة , سنتان , سنة , انت الآن في الرحم ( نراهم وقد تكورا وكأنهم أجنة في الأرحام ) ومن ثم يرتدي كل منهم قماشته التي كان معلق بها وكأنه كفن , ومن ثم يحاولون تمزيقه ويخرجون منه .. تمر في هذه الأثناء المرأة العجوز تجر عكازها , ويتوقف المشهد , دون أن يستطيعوا أن يمزقوا أكفانهم , وكأنهم عادوا الى ما كانوا عليه في بداية المسرحية , ومن ثم تتحول الأقمشة مرة أخرى وكأنها حبل مشيمة تربط كل واحد فيهم بتلك الكرة الموجودة في سقف المسرح .. وتبقى المرأة العجوز تنظر إليهم , وهي تبتسم ابتسامة مليئة بالشفقة , والأسف , مترافقاً ذلك مع خفوت تدريجي للإضاءة , ليبقى ضوء ينوس إلى أن يختفي .. حتى يسود الظلام .. نسمع أصواتهم في الظلام .. )
سنرتدي أحذية الأماني .. سنعربد في طرقات الخوف .. سنكون دمعاً لأرض تبكي موتاها ..
يا لروعة الصباح .. سنكون ريحاً تطارد الشهب في السماء , سنكون رغبة متأججة لأمنيات حبلى بأيام منفية , حين يستفيق الفجر على ثنايا العدم .. ( يشعل كل ممثل شمعة بيده , ويقف في ركن ما من المسرح , يتوزعون وكأنهم شهب أو نجوم في السماء .. )

النهاية

 
منتدى » مسرحيون بلا حدود » نصوص مسرحية » هيي هيك (نص مسرحي)
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث: